نوفمبر 22, 2024

رساله الحريه والكرامه والعداله في زمن العبوديه

هل أعطى الكاظمي الضوء الأخضر لتدخل تركيّ في العراق ؟

أشار موقع أحوال تركية المعارض إلى خلفيات التدخل التركي في العراق وأهدافه، فتحت عنوان: “مخاوف تركيّة من خسارة النفوذ السياسي والاقتصادي في العراق” كتب الموقع ما يلي:

فيما وصلت محاولات التدخل التركي في شؤون العراق وزيادة أوضاعه تعقيداً عبر استغلال التقسيمات الطائفية والعرقية لإحداث تغيير يوافق مصالح أنقرة الحائط مسدود، قام رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان بزيارة سرية إلى بغداد، التقى خلالها عددا من المسؤولين العراقيين بالتزامن مع بدء الجولة الأولى من الحوار بين العراق والولايات المتحدة، لتطوير العلاقات بين البلدين.

ولدى تركيا طموحات متزايدة للدخول كلاعب رئيسي إلى حلبة المنافسة على النفوذ في العراق، متوقّعة وجود فرصة مواتية لذلك مع احتمال تراجع الدور الإيراني هناك، وبالتالي تأسيس نفوذ حقيقي لها سياسي وعسكري واقتصادي في العراق.

وحسبما كشفت صحيفة “العرب” اللندنية واسعة الانتشار، نقلاً عن مصادر مطلعة في بغداد، فإنّ زيارة فيدان إلى بغداد استهدفت استكشاف الأجواء السياسية الداخلية المحيطة بالحوار العراقي الأميركي، الذي أسفرت أولى جولاته عن التزام الولايات المتحدة بتقليص وجودها العسكري في العراق.

وقالت المصادر إن تركيا تحاول استغلال العلاقات التي كانت تربط فيدان برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عندما كان رئيسا لجهاز المخابرات في بلاده، لضمان مصالحها في العراق، الذي يعيد ترتيب أولوياته الاقتصادية بالشراكة مع الولايات المتحدة.

وكشفت المصادر أن الحكومة العراقية رفضت الإعلان من جانبها عن زيارة المسؤول التركي إلى بغداد، كما رفضت منح أنقرة أي ضمانات بشأن استمرار العلاقات الاقتصادية بين البلدين وفقا لشكلها الحالي، حيث يستورد العراق من تركيا بضائع بمليارات الدولارات سنويا، دون أن يُصدّر لها شيئا، فضلا عن حصول شركات تركية على عقود سنوية بمليارات الدولارات لتنفيذ مشاريع ضمن قطاعات عراقية مختلفة، دون أن تسهم في دعم الاقتصاد العراقي الداخلي.

وقالت مصادر مطلعة في بغداد إن المسؤول الاستخباري التركي نقل مخاوف بلاده من شمول مصالحها في العراق بأيّ خطط إصلاحية، على مستوى تغيير قواعد الاستيراد العراقي من تركيا، أو مصير الشركات التركية التي تدير أعمالا واسعة في مجالات البناء والطاقة والأثاث والمعدات الثقيلة داخل العراق.

 يحاول الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان غزو العراق بسلسلة قنصليات على أمل زيادة نفوذ أنقرة السياسي والاقتصادي، حيث أعلن مطلع العام عن نوايا بلاده افتتاح قنصليتين جديدتين في كل من النجف وكركوك، إضافة لإعادة افتتاح قنصليتين لتركيا في كل من البصرة والموصل ثاني وثالث أكبر مدن العراق على مستوى الاستهلاك التجاري.

وفي مايو الماضي أكد أردوغان في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، استعداد تركيا لدعم العراق سياسيا وأمنيا واقتصاديا وأنه يتطلع الى زيارة بغداد في أقرب فرصة ممكنة، لبحث سبل تعزيز العلاقة ضمن إطار الاتفاقيات الثنائية والاحترام المتبادل للسيادة ووحدة أراضي البلدين.

ورجح الكاتب السياسي التركي جنكيز أكتار أن يكون الكاظمي استقبل فيدان خلال زيارته إلى بغداد. وقال إن الكاظمي وفيدان زميلا مهنة وسبق أن تعاملا في تبادل ملفات، لذلك من المرجح أن يكون حصل بينهما لقاء في بغداد. وأكد أن ملف الوجود الكردي لحزب العمال الكردستاني ومحاولة الأكراد العراقيين إدارة أمورهم بعيدا عن تأثير حكومة بغداد، يشغل تركيا مثلما يحدد مستقبل العلاقة بين بغداد وأنقرة.

ونوّه أكتار إلى أن تركيا اليوم لم تعد لاعبا في العراق بل إن تحرّكها ردّة فعل على ما يجري هناك، خصوصا مع تراجع تأثير كتل سنية عراقية تتلقى دعمها، وهذا سبب يدفع رئيس المخابرات التركية إلى التواصل مع نظيره السابق الذي أصبح رئيسا للحكومة العراقية، على الأقل لمواجهة النفوذ الكردي في شمال العراق.

وتعتمد تركيا في العراق على زعماء وشخصيات سياسية سنّية مستاءة في الغالب من الهيمنة الشيعية على مقاليد الحكم، وتركّز بشكل خاص على ذوي الانتماءات الإخوانية مثل عناصر وقيادات الحزب الإسلامي، كما تعتمد على قيادات تركمانية كثيرا ما تُجاهر بولائها لتركيا.

كما ربط جنكيز أكتار بين زيارة رئيس المخابرات التركية إلى بغداد، والزيارة التي أداها الجنرال السوري الكردي مظلوم كوباني قائد قوات سوريا الديمقراطية  إلى العراق مؤخرا  بعدما أبدت أنقرة استياءها الشديد من التقارب العراقي مع أكراد سوريا.

وانطلق الحوار بين العراق والولايات المتحدة يوم الخميس، وسط أجواء حكومية متفائلة في بغداد، لا سيّما على المستوى الاقتصادي.

كما اتفقت بغداد وواشنطن على “أنه في ضوء التقدم المتميز بشأن التخلص من تهديد تنظيم داعش الإرهابي، ستواصل الولايات المتحدة الأميركية خلال الأشهر المقبلة تقليص عدد القوات المتواجدة في العراق والحوار مع الحكومة العراقية حول وضع القوات المتبقية وحيث يتجه تركيز البلدين صوب تطوير علاقة أمنية طبيعية تقوم على المصالح المشتركة”، فيما “أكدت الولايات المتحدة أنها لا تسعى إلى إقامة قواعد دائمة أو تواجد عسكري دائم في العراق”.

يُذكر أنّه، وخلال السنوات الأخيرة كثّفت تركيا من تدخّلها العسكري داخل الأراضي العراقية بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمّال الكردستاني ووسّعت من عملياتها ضدّ الحزب لتشمل مناطق جديدة مثل منطقة سنجار بشمال غرب محافظة نينوى، بعد أن كانت مقتصرة على مناطق بعينها داخل إقليم كردستان العراق.

ولم تستثنِ أنقرة الطموح إلى تركيز وجود عسكري دائم لها على الأراضي العراقية، حيث أنشأت لها قاعدة عسكرية في منطقة بعشيقة بشمال شرق مدينة الموصل، ولا تزال تصر على عدم إخلائها رغم مطالبات بغداد المتكرّرة بذلك.

YouTube
YouTube