وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها صيف 1945 بعد مضي ست سنوات من اندلاعها، مخلّفة ضحايا يتراوح أعدادهم بين 70 و85 مليون قتيل، أي ما يعادل 3% من سكان العالم حينذاك البالغ تعدادهم نحو 2.3 مليار إنسان. كانت شهورا عصيبة عاشها كوكب الأرض، حيث آلة الدمار تحصد الأرواح غير مبالية بالعواقب. وكما كانت المناطق المدنية معاقل لتصفية الحسابات، كانت كذلك أرضا خصبة لتجارب شتى أنواع مسببات الموت والدمار.
صحيح أنّ ما أوقف هذا السيل الدموي المنهمر هو الاستعانة بسلاح القنبلة النووية الذي استُخدم في تلك الحرب لأول مرة، لكنه كان إيذانا بعصر جديد للبشرية ولكوكب الأرض.
وخير ما يمكن الاستشهاد به لوصف هذه الحقبة الحرجة وهذا المنعطف التاريخي الذي آلت إليه نتائج استخدام هذا السلاح المدمّر هو المقولة المنسوبة للعالم الألماني الشهير “ألبرت أينشتاين” إبان الحرب، فقد سئل عن الأسلحة التي يتوقع استخدامها في الحرب العالمية الثالثة ليرد: أنا لا أعرف ما السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة، لكنني أعلم أنه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة.
دلالة الجملة واضحة بما يكفي لكي تصف حال ما بعد نشوب أي حرب عالمية جديدة مرتقبة، فلن يقتصر الأمر على استخدام الأسلحة الثقيلة أو الدبابات والمدرعات ونحوه، بل إنّ أسلحة الدمار الشامل ستكون حاضرة بقوّة في هذه المرّة في ظلّ تجهّز أعظم قوى العالم لمثل هذا الحدث طيلة عقود ماضية.
وها هي الأحداث الأخيرة تلوح في الأفق مع تسارع وتيرتها من غزوٍ روسي لأوكرانيا، لتضع العالم على محك وأمام اختبار حقيقي ممتحنة مدى فطنة الإنسان الحديث أمام تراشقات شتى من جميع الأطراف في شأن استخدام الأسلحة النووية المحرّمة دوليا على الرغم من التصديق على معاهدات عدّة، لكن من يأبه لأي اتفاقيات إذا ما اندلعت الحرب
نحن معكم على مدار الوقت
تقرير إيراني عن سبب سرعة انهيار الدولة السورية
مدن الأقليات” تثير خلافات غير معلنة بين الارهابي الجولاني وارهابيين من 6 جنسيات اجنبية بسوريا
سوريا – لبنان – فلسطين