محاكمة الفئران.
طبعاً لم تخلو تلك المحاكمات من مواقف طريفة من ضمنها عدم استجابة الحيوان المتهم للمثول أمام القاضي ، ففي إحدى القضايا الغريبة وهي قضية أخذت شهرة واسعة ، ففي عام 1521 كان أهالي بلدة أوتون الفرنسية يعيشون آمنين مطمئنين في بلدتهم لا يعكر صفو حياتهم شيء ، وفجأة وفي أحد الأيام تعرضت هذه البلدة الآمنة لغزو مجموعة كبيرة من الفئران رمادية اللون ، التي على ما يبدو سئمت من الجلوس في جحورها ففضلت التجول في شوارع البلدة ، وباتت تصول وتجول بحرية لا تجد من يردعها ، أما سكان البلدة فأرادوا تلقين هذه الفئران المشاكسة درساً لن تنساه ،وذلك باللجوء إلى القضاء ورفع قضية على هذه الفئران المزعجة ، وإتهامها بتخريب الممتلكات العامة والتجمهر بشكل مزعج ومقلق للراحة ، وتم تعيين المحامي ( بارثولوميو شاساني ) للدفاع عن الفئران ، طبعاً لم تحضر الفئران جلسة المحكمة ، وتم سؤال المحامي من قبل القاضي : لماذا لم تحضر الفئران في الموعد المحدد ؟ فأجاب المحامي : إن أمر الاستدعاء لم يكن مصاغاً بطريقة محددة ، وأنه كان يجب أن ينص بدقة على حضور جميع الفئران لكثرة عددها ، وفي الجلسة الثانية امتنعت الفئران عن الحضور ، فأخبر المحامي القاضي بأن الفئران لا تستطيع الحضور لأن بعضهم كبير بالسن والبعض الآخر عاجز عن المشي ، لذلك فإن ذهابهم إلى المحكمة يستدعي إجراءات خاصة لنقلهم ، وطالب المحامي بتأجيل الجلسة ، وفي الجلسة الثالثة كذلك لم تحضر الفئران ، وقال المحامي بأن الفئران مستعدة للحضور إذا تم احتجاز جميع القطط في المنازل ، وافقت المحكمة على طلب المحامي وأصدرت أمراً بمنع القطط والكلاب من التجول في الشوارع لتأمين سلامة الفئران عند ذهابها للمحكمة .
لكن أهالي البلدة امتنعوا عن حجز القطط والكلاب ، فاضطرت المحكمة للحكم ببراءة الفئران ، نظراً لأنها مُنعت من وسائل الحماية ، وبذلك ربح المحامي القضية الغريبة وأصبح بسببها ذائع الصيت واكتسب شهرة واسعة ، ولم يُعرف ان كانت الفئران قد دفعت له أتعابه أم لا ربما كانت أتعابه أن تتعهد له بعدم قرض كتبه وأوراقه !
محاكمة حشرات السوس. وما دمنا نتجول في فرنسا ما رأيك عزيزي القارئ لو نعرج إلى إحدى مزارع العنب في مقاطعة سان جوليان ، لنشهد قضية طريفة رفعها أصحاب هذه المزارع على حشرة السوس عام 1495 ، بتهمة أنها أتلفت كروم العنب وقضت على أشجارهم وهددت بكساد صناعتهم ، وقد قام إثنان من كبار المحامين في ذلك الوقت بالدفاع عن حشرات السوس ، ومابين تطويل وتأجيل بقيت هذه القضية أربعون عاماً في أروقة المحاكم بدون النطق بالحكم ، وفي نهاية المطاف سأم أصحاب هذه المزارع من هذا التأخير وقرروا فيما بينهم بعيداً عن المحكمة بإعطاء حشرات السوس قطعة أرض خاصة بها لتأكل منها ما تشاء من زروع وثمار .
محاكمة الخنازير.
لم تسلم الخنازير من الاقتياد إلى ساحات المحاكم والمثول أمام القضاة ، وتعتبر قضية إعدام خنزير عام 1266 في بلدة ( فونتيني أوكس روزس) الواقعة شمال فرنسا أقدم قضية مسجلة لمحاكمة حيوان في أوروبا .
وفي عام 1386 في بلدة فاليز النورماندية في فرنسا حوكم خنزير بالإعدام لقتله طفلاً ، وقبل تنفيذ حكم الإعدام ألبسوا الخنزير ملابس بشرية وضربوه بالسياط قبل أن يُحمل إلى المقصلة ليُقطع رأسه .
وفي علم 1457 حوكمت خنزيرة وصغارها الستة في إحدى قاعات محاكم فرنسا بتهمة قتل طفل ونهش أجزاء من جسده ، وحكم القاضي على الخنزيرة الأم بالإعدام ، أما الصغار الستة فتم إطلاق سراحها لعدم توفر الأدلة التي تدينهم .
نحن معكم على مدار الوقت
زيارة وارث مكتوبة.. زيارة أبي عبدالله الحسين (ع)
خطبة النبي الأكرم (ص) في يوم الغدير كاملة مكتوبة
في اليوم العالمي للحمير.. العالم يحتفل بالحيوان الأكثر خدمة للبشر