يتميز الثقب الأسود بجاذبية فائقة، ولذلك فإن أى غاز قريب منه سينجذب إليه ويدور فى دوامه عنيفة مولدًا حرارة عالية نتيجة هذا الدوران مثل الإعصار السريع، هذه الحرارة تبث الأشعة السينية باستمرار، ويمكن للفلكيين التقاطها بسهولة بأجهزتهم، ولذلك يعلمون بأن هذه المنطقة تحوى ثقبا أسود.
وحتى يتحول النجم إلى ثقب أسود فى نهاية حياته يجب أن يتمتع بكتلة كبيرة، فالشمس مثلاً فى نهاية حياتها سوف تستهلك وقودها النووى وتنطفئ بهدوء، ولن تتحول إلى ثقب أسود لأن وزنها غير كاف لذلك.
ودل القرآن الكريم على ذلك فى قوله تعالى: (إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (التكوير: 1) إذن ليس هنالك أى انهيار للشمس إنما انطفاء بطىء، وهذا ما عبر عنه القرآن بكلمة (كورت)، والتى تعنى فى القاموس المحيط نجد كلمة (كوَّر) أى أدخل بعضه فى بعض، وهذا ما سيحدث للشمس حيث تتداخل مادتها بعضها فى بعض حتى تستهلك وقودها وتنطفئ.
إن سرعة الهروب هى السرعة اللازمة للجسم لكى ينفلت من حقل الجاذبية المحيط به، وفى أرضنا نجد أن أى جسم حتى يتمكن من الخروج من نطاق الجاذبية الأرضية يجب أن يُقذف بسرعة أكبر من 11.2 كيلو مترًا فى الثانية الواحدة.
وفى حالة الثقب الأسود تكون سرعة الهروب عالية جداً ولا يمكن لأى جسم تحقيقها، حتى الضوء الذى يتحرك بسرعة 300 ألف كيلو متر في الثانية لا يستطيع الهروب من جاذبية الثقب الأسود لأن سرعته غير كافيه لذلك، وهذا ما يجعل الثقب الأسود مختفياً لا يُرى.
وبشكل أكثر بلاغة ووضوحا فى كتاب منذ القرن السابع الميلادى، فقد اختصر القرآن كل ما قاله العلماء عن الثقوب السوداء بثلاث كلمات فقط، بقوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) (التكوير: 15-16).
هذا النص يذكر ثلاث حقائق عن مخلوقات أقسم الله بها وهى: “الْخُنَّسِ” أى التى تختفى ولا تُرى أبدا، وقد سمى الشيطان بالخناس لأنه لا يُرى من قبل بنى آدم، و”الْجَوَارِ” أى التى تجرى وتتحرك بسرعات كبيرة، و”الْكُنَّسِ” أى التى تكنس وتبتلع كل ما تصادفه فى طريقها، وهذا ما استند إليه عدد كبير من مستخدمى مواقع التواصل فى دلالة على أن الثقوب السوداء مذكورة فى القرآن قبل اكتشاف العلماء، وأيضًا فى بعض مواقع تفسير الآيات القرآنية.
نحن معكم على مدار الوقت
سوريا – لبنان – فلسطين
عشرات القتلى من “ماجلان” في معارك مع حزب الله
جماهير باناثنايكوس اليوناني تفاجئ “مكابي” الإسرائيلي بأعلام فلسطين