ديسمبر 22, 2024

رساله الحريه والكرامه والعداله في زمن العبوديه

بين نوري السعيد السني ونوري المالكي الشيعي د. فراس الياسي

ربما لا يعلم معظم العراقيين ان الباشا نوري السعيد (كردي، سني) كان ضباطا في صفوف الجيش العثماني منذ العام ١٩٠٦ وشارك في حرب البلقان في ١٩١٢ حتى اصبح اسيرا لدى البريطانيين في ١٩١٤. فعند احتلالهم للبصرة في ٢٣ تشرين الثاني من العام ١٩١٤ كان السعيد يرقد في مستشفى الإرساليات الأمريكية لإصابته بمرض التدرن الرئوي، فألقت القوات البريطانية القبض عليه باعتباره ضابطا عثمانيا وأسير حرب.. وقامت بعدها بنقله إلى الهند وبقي فيها حتى كانون الأول ١٩١٥ .. بعد ان خيرته هو ومجموعة من الضباط الاسرى بين النفي في الهند او التعاون مع بريطانيا لحكم العراق، فاختار السعيد ان يتعاون مع البريطانيين لينقل بعدها الى القاهرة، إذ عمل هناك مع المجموعات التي كانت تحت راية الشريف حسين (السني) ضد الدولة العثمانية (السنية). وبعد انهيار الدولة العثمانية تسلم السعيد منصب رئيس أركان جيش الملك فيصل في سورية في العام 1918.وفي العام 1921 عاد الى العراق برعاية وحماية بريطانية وعين رئيسا لأركان الجيش حيث، استحدث منصب رئيس اركان الجيش لاجله.ثم تنقل في المناصب حتى تسنم منصب رئيس الوزراء ١٤ مرة بداية من ١٩٣٠ حتى ١٩٥٨قدم فيها لبريطانيا كل فروض الطاعة والولاء.الى ان تم قتله على يد خضير صالح السامرائي (سني) في عام ١٩٥٨ في بغداد.ومع كل ما تقدم لم يذكر المؤرخون وبالاخص السنة ان الباشا كما يلقبونه جاء من بطن الدبابة البريطانية كما يتهم بذلك نوري المالكي او محمد باقر الحكيم أو هادي العامري بانهم قدموا على ظهر الدبابة الامريكية لانهم شيعة. علما ان نوري المالكي كان الناطق الرسمي لحزب الدعوة، وقد عبر في اكثر من بيان وموقف قبل انطلاق الحرب في ٢٠٠٣/٣/٢٠ عن رفض حزب الدعوة لاسقاط صدام حسين عن طريق التدخل العسكري.لم نسمع يوما من مثقفي المنابر الاعلامية البعثية او العبثية او القومچية ولم نقرأ ان نوري السعيد خائنا للعراق كونه كان ضابطا عثمانيا ثم اسيرا لدى بريطانيا ثم جنديا لها في سوريا ثم ادخلته للعراق في ١٩٢٠ وعمل وتعاون معها وعقد معها حلف بغداد سيء الصيت والواقع.لم يخون نوري السعيد السني الكردي كما يتم تخوين الساسة العرب الشيعة، لانهم شيعة.لماذا يجتهد البعض في تجميل نوري السعيد الذي جاء من بطن الدبابة البربطانية ولماذا يسبغون عليه القابا عدة مثل الباشا، زعيم العراق، السياسي الزاهد، السياسي المحنك، الوزير الدائم، على الرغم من انه كان ملك تزوير الانتخابات في وقته وراعي الاقطاع الجشع، ومكرس التمييز الطبقي، ومؤسس الطائفية السياسية في العراق.ولماذا يجتهد نفس هؤلاء في صناعة خطاب كراهة ضد نوري المالكي الذي اخرج العراق من حرب طائفية كادت ان تدمر شعبه، وسعى جاهدا لارساء دولة قانون لا دولة فوضى.كما سعى لبناء دولة تقوم على بنى تحتية مميزة. ما موقفهم لو كان نوري المالكي الشيعي ضابطا في جيش صدام وتحول الى ضابط في جيش الاحتلال الامريكي كما تنقل نوري السعيد من صف العثمانيين الى صف اعدائهم المحتلين لبلده ؟!!؟!؟ختاما وبعد هذه المقاربة المؤلمة بين النوريين اكتب بصراحة مرة كالقهوة لكنها منبهة مثلها؛ان محاكمة الاشخاص وتجميلهم أو تقبيحهم وفقا للمذهب، كما يفعل الطائفيون والقومچيون، لا يمكن ان تقود لبناء دولة مستقرة ابدا.

YouTube
YouTube