المعلومات المبكرة وغرفة العمليات المشتركة في الدوحة ومساعدة قطر: مسؤول إسرائيلي كبير يقول إن عملية التحالف الإقليمي ضد إيران تعد اختراقا
طائرات إسرائيلية من طراز إف-35i وطائرات امريكية من طراز إف-15 تجري تدريبات فوق إسرائيل، 29 نوفمبر، 2022. (IDF)
نادرا ما يتم الحديث في إسرائيل عن الشراكة التي تجلت ليلة السبت في غرفة عمليات مشتركة تضم إسرائيل والولايات المتحدة والأردن والمملكة السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وقطر. مشاركة الأخيرة مفاجئة للغاية، بسبب الشكوك النابعة من علاقاتها مع أطراف معادية مثل حماس وإيران.
وتقع غرفة العمليات المركزية التي تتركز فيها صورة أجواء الشرق الأوسط في قاعدة العديد الجوية الأمريكية بالقرب من العاصمة الدوحة. وهنا تركزت كل المعلومات المتدفقة من عشرات أجهزة الاستشعار وأنظمة الرادار، وهنا تم بناء صورة لمقذوفات إيران، مع تلقي إسرائيل كل التفاصيل في الوقت الحقيقي كما لو كانت حاضرة في الغرفة.
ووصف مسؤول إسرائيلي كبير تحدث إلى موقع “زمان يسرائيل” العبري التابع لتايمز أوف إسرائيل الحدث بأنه اختراق. هذه كانت المرة الأولى التي يعمل فيها التحالف الإقليمي ضد إيران، فوق الرادار وتحت الرادار، حرفيا.
وقد تكون العملية تمت بهدوء، مع تسليط الضوء على دور الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ولكن خلف الكواليس ساهمت كل دولة في تحالف الأمر الواقع بطريقتها، سواء من خلال مشاركة صورة رادارية أو بإسقاط الأهداف فعليًا. ونظراً لحساسية المعلومات نحن محظورين من تفصيل أي دولة فعلت ماذا، لكن نظرة سريعة على خريطة الشرق الأوسط يمكن أن تعلمنا الكثير عن أنشطة التحالف الإقليمي الجديد.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، التي أصبحت المنصة الرسمية لنقل المعلومات الإسرائيلية، أن إيران قدمت معلومات مبكرة حول موعد الهجوم للسعودية وقطر، وأنهما نقلا المعلومات لإسرائيل رغما عنهما بسبب ضغوط أمريكية. التقرير يبدو صحيحا، ولكن ليس الظروف.
أي أن البلدان مررا المعلومات، ولكن ليس بالضرورة بسبب ضغوط خارجية، بل من منطلق مصلحتهما الخاصة. تخيلوا ماذا كان سيحدث لو اكتشفت الولايات المتحدة أنهما تلقتا معلومات مهمة دون تمريرها.
وفي المقابل، الأردن، الذي أغلق مجاله الجوي مساء السبت، قبل وقت طويل من إعلان إيران عن إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، تصدر العناوين، ووجد العاهل الأردني نفسه تحت هجوم واسع النطاق من وسائل الإعلام الإيرانية، التي وصفته بـ”الخائن”.
بينما يبدو أن السعودية تجنبت انتقادات وتهديدات طهران، على الرغم من دورها في العملية. فلم تمنع الرياض الحلفاء من العمل في أجواء البلاد، وليس من المستبعد أن تكون جميع أنظمة الرادار الأميركية التي بحوزتها قد استخدمت في بناء الصورة الجوية، وربما أيضا جزء من أنظمة الاعتراض.الرئيس الأمريكي جو بايدن يصل مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للتحدث في البيت الأبيض، 12 فبراير 2024، في واشنطن. (AP Photo/Andrew Harnik)
لكن إيران الرسمية، التي تواصل الاحتفال بـ”نجاح” الهجوم، تدرك أيضًا أنه قد يؤدي إلى هزيمة. الهدف من توحيد الجبهات هو منع تشكيل التحالف الناشئ في الشرق الأوسط، لكن الهجوم الإيراني أخرجه إلى النور بنجاح كبير. وهذا هو سبب سلسلة التهديدات الإيرانية في الأيام الأخيرة ضد “كل من تعاون” مع أميركا وإسرائيل.
بالنسبة لطهران، هذا قد يكون نصراً مكلفًا، فهي فعلًا غيرت القواعد في الشرق الأوسط، لكنها في الوقت نفسه أيقظت العملاق النائم حتى الآن. وبالنسبة لإسرائيل، يجب النظر أيضًا إلى نصف الكأس الفارغ، وهو مثير للقلق بالتأكيد. بينما يتم الاحتفال بنجاح المنظومات الدفاعية في صد الهجوم الإيراني، المستوى السياسي يدرك أن ذلك ليس انتصارا.
في الشرق الأوسط، يتم بناء الردع من خلال الهجوم وليس الدفاع. أنظمة الاعتراض الإسرائيلية، مهما كانت نجاحة، تمنح المستوى السياسي مجالا أوسع للعمل فقط، ولا تخلق ردعا. هناك إدراك بأن الرد ضروري، دون الإضرار بالطبع بالنسيج الدقيق للتحالف والعلاقات الدافئة الحالية مع الولايات المتحدة.لافتة عليها صورة لإطلاق صواريخ، في طهران، 15 أبريل 2024. (ATTA KENARE / AFP)
انعقاد كابينت الحرب للمرة الثانية خلال يوم واحد يشير إلى تردد إسرائيل، وليس من المستبعد أن يكون هذا التوتر أيضا جزءا من خطة العمل. وتماما كما في إسرائيل، فإن إيران أيضًا تتابع ما يحدث في إسرائيل وهذا واضح في الشوارع.
الروايات المختلفة المتعلقة بالمحادثة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الليلة بين السبت والأحد تشير إلى أن الأميركيين يفهمون ذلك. ووفقاً لبعض الروايات، رفض الرئيس بايدن أي رد عسكري إسرائيلي، ووفقاً لروايات أخرى طلب دراسة مثل هذا الرد وتأخيره وتخفيفه.
من الواضح أن البيت الأبيض لا يريد هجوماً إسرائيلياً قد يجر المنطقة إلى الحرب، لكنه يعلم أيضاً أن ذلك قد لا يكون كافياً ضد إيران.حفرة بالقرب من مدرج في قاعدة نيفاتيم الجوية، في أعقاب هجوم صاروخي باليستي إيراني، 14 أبريل، 2024. (IDF)
بالنسبة لطهران – وإسرائيل تخشى ذلك بالتأكيد – فهي وضعت قواعد جديدة: أي اغتيال أو عمل ضد أصول إيرانية أو أشخاص إيرانيين في المنطقة سيقابل برد حاد، على شفا الحرب.
لا شك أن الكرة الآن في ملعب التحالف الجديد، ودوله، مثل إيران، تنتظر لترى ماذا سيكون الرد الإسرائيلي. صاحب القرار حالياً هو الرئيس بايدن، الذي ليس لديه الكثير من الخيارات. يمكنه شراء الهدوء في المدى القصير، لكنه لا يستطيع تجنب القرار.
سيتعين على الولايات المتحدة في نهاية الأمر اتخاذ خطوة أكبر أو خطوة أضافية ضد إيران، إذا كانت تريد تعزيز التحالف والتعامل بشكل حاسم أكثر مع المشروع النووي، الذي تصاعد خطر تسارعه بعد ليلة السبت.
نحن معكم على مدار الوقت
سوريا – لبنان – فلسطين
عشرات القتلى من “ماجلان” في معارك مع حزب الله
جماهير باناثنايكوس اليوناني تفاجئ “مكابي” الإسرائيلي بأعلام فلسطين