نوفمبر 25, 2024

رساله الحريه والكرامه والعداله في زمن العبوديه

وكالة “فارس” تنشر تفاصيل حول “هروب صدام حسين من الوقوع في أسر الايرانيين بسيارة إسعاف”

كشف المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن “الحرس الثوري الإيراني كان على وشك أسر الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، في إحدى فترات الحرب الإيرنية العراقية”.

وخلال إحدى لقاءاته، أوضح علي خامنئي أن “قوات الحرس الثوري وصلت إلى موقع وجود صدام الذي أجرى مقابلة مع الإعلام قرب مدينة إيلام غربي إيران أثناء عمليات “الفتح المبين”، وأنهم لو وصلوا أسرع بنصف ساعة لقبض عليه، لكنه كان محظوظا، وتمكن من الهرب”.

وفي هذا السياق، نشرت وكالة “فارس” الإيرانية  في تقرير أول لها، تفاصيل هذه الحادثة أثناء العمليات التي جرت في شهر مارس عام 1982، ونقلت عن الباحث أمير رزاق زاده، وهو من رواة أحداث الحرب الإيرانية العراقية قوله إنه “في شهر مارس عام 1982، وأثناء المرحلة الثانية لعمليات “الفتح المبين” الكبيرة التي شنتها القوات المسلحة الإيرانية في غرب مدينة دزفول في محافظة خوزستان، شهدت العمليات إمدادا غيبيا للقوات المجاهدة الإيرانية أدى إلى تسجيل نجاحات أكبر في سير هذه العملية العسكرية الواسعة”.

وأضاف الباحث، وفقا لـ”فارس”، موضحا: “حينما توجهت الدبابات والمدرعات العراقية من جانب مدينة شوش الإيرانية نحو منطقة الرقابية لفتح طريق يربط بين القوات العراقية المتواجدة في المنطقة وخطوطهم الخلفية، هطلت أمطار غزيرة على تلك المنطقة وتوجهت المياه الفائضة من نهر “لخضير” نحو منطقة عبور الدبابات والمدرعات العراقية وتسببت بوجود مستنقعات واسعة وكبيرة في تلك المنطقة، حيث تعطلت حركة أرتال الدبابات والمدرعات العراقية، وباتت غير قادرة على الحركة وعالقة في المستنقعات المائية في تلك المنطقة الواسعة، وكان عدد تلك الدبابات والمدرعات كبيرا جدا، ومن كان ينظر إلى تلك المنطقة عن بعد كان يراها سوداء اللون لكثرة عدد الدبابات والمدرعات العالقة في المستنقعات، وحينئذ بادرت القوات الإيرانية إلى مهاجمة تلك الأرتال الكبيرة من المجنزرات العراقية، وعندما رأت القوات العراقية هجوم واقتراب المقاتلين الإيرانيين منها، خرج الجنود العراقيون من داخل الدبابات والمدرعات، ووقفوا فوقها رافعين أيديهم للاستسلام، وسرعان ما ملئت تلك المنطقة من تجمع الأسرى العراقيين”.

وتابع أمير رزاق زاده: “إن القوات العراقية خططت لإخلاء منطقة العمليات والانسحاب منها في اليوم السادس من العمليات الإيرانية ولم يعلم القادة العسكريون الإيرانيون بوجود “صدام حسين” في تلك المنطقة في اليوم الخامس من عمليات الفتح المبين”.

واستطرد قائلا: “إن العميد مرتضى قرباني (من كبار قادة الحرس الثوري في فترة الحرب الإيرانية العراقية) يروي بحسرة كبيرة أحداث ذلك اليوم قائلا إنه لو وصلنا أنا والقوات التي كنت أقودها إلى المنطقة التي كلفنا بتحريرها قبل الموعد المقرر وبسرعة اكبر مما كان مقررا في اليوم الخامس من تلك العملية، لكنا استطعنا أسر صدام حسين”.

وبحسب “فارس”، فإن “رئيس جهاز استخبارات الجيش العراقي المنشق، وفيق السامرائي، كان قد ذكر أيضا في كتابه “حطام البوابة الشرقية” إن صدام قال لهم هناك.. إذا تم أسري فأنني سأنتحر وأنتم أيضا انتحروا”.

وعن كيفية “تمكن صدام من الهرب”، نقلت وكالة “فارس” عن  ضابط الأركان السابق في وزارة الدفاع العراقية، خالد حسين نقيب، قوله: “أثناء العمليات الإيرانية وتقدم القوات الإيرانية، قام قائد الفيلق الرابع في الجيش العراقي  آنذاك، هشام صباح فخري، بطمأنة صدام حسين بأن القوات العراقية تتصدى للقوات الإيرانية ولا يوجد خطر يهدد صدام ومرافقيه، واستمع صدام حسين الذي كان يتفقد القوات العراقية في منطقة فكة راجلا، لهذا الكلام وهو مطمئن لذلك، وفي هذه الأثناء شهد صدام كتيبة من وحدات المدفعية وهي كانت تعبر المنطقة وتنسحب نحو الخطوط الخلفية، وعندما سأل صدام قائد تلك الكتيبة عن سبب الانسحاب والتراجع نحو الخلف، أجابه الضابط.. “سيدي، القوات الإيرانية لا تبعد عن موقعكم سوى بضع كيلومترات وأنا أوصيكم أيضا بالانسحاب وفي غير هذه الحالة سيتم أسركم”.. وهكذا أنقذ هذا الضابط صدام من الوقوع في قبضة القوات الإيرانية”.   

هذا ونشرت “فارس” تقرير ثان كشفت فيه تفاصيل عن “هروب صدام حسين”، وقالت: “في عمليات “فتح المبين” التي شنتها القوات الإيرانية ضد القوات العراقية المستقرة قرب مدينتي شوش ودزفول الإيرانيتين في مارس عام 1982، تم اختيار ساعة الصفر عند الساعة الـ1:30 من منتصف الليل لبدء الهجوم الإيراني، وبعد بدء الهجوم وانطلاق العمليات، كانت وحدات الجيش العراقي المستقرة في تلك المناطق تبدي مقاومة شديدة، وفي هذه الأثناء ووسط تقدم القوات الإيرانية في محاور العمليات، تمكنت كتيبة “حبيب” التابعة لفوج “محمد رسول الله” الـ27، التي كلفت بالسيطرة على منطقة “علي كره زد” وإسكات نيران مدفعية الجيش العراقي المستقرة هناك، من التقدم إلى عمق منطقة انتشار القوات العراقية، وتمكنت من السيطرة على قيادة المدفعية وقيادة الفيلق الرابع للجيش العراقي، وباتوا على مقربة من مكان تواجد صدام حسين وعدد من كبار القادة العسكريين العراقيين الذين كانوا قد أتوا المنطقة لتفقد الخطوط الخلفية للجيش العراقي وتفاجؤوا بالهجوم الصاعق لقوات الحرس الثوري الإيراني، وكما وصف قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي)، فقد حالف هؤلاء الحظ وهربوا من الموت والهلكة والأسر على يد قوات الحرس الثوري”.

وفي تقريرها، أوضحت وكالة “فارس” قائلة: “من أهم الوثائق والروايات الموثقة حول هذه الحادثة، يمكن الإشارة إلى ما رواه القادة العسكريون العراقيون أنفسهم، ومنها ما قاله الجنرال حسين كامل المجيد، الذي شغل منصب وزير الصناعة والتصنيع العسكري العراقي، وكان صهرا لصدام حسين، حينما هرب من العراق إلى الأردن في شتاء عام 1996، فقد قال حسين كامل في مقابلة مطولة مع جريدة السفير اللبنانية إنه في عمليات شوش – دزفول، عندما تقدمت القوات الإيرانية في منطقة انتشار الفيلق الرابع للجيش العراقي قضت القوات الإيرانية حتى على الخطوط الخلفية ووحدات الإسناد الخلفية لهذا الفيلق، وكاد صدام ومرافقيه، وأنا كنت منهم، أن يقعوا في أسر القوات الإيرانية، وفي تلك اللحظات كان صدام خائفا ومضطربا جدا، ونظر إلينا قائلا..أريد منكم أن تقوموا بقتلي وقتل أنفسكم إذا وقعنا في الأسر”.

وتابع التقرير: “أما الفريق الركن عبد حميد حمود الخطاب، الذي شغل منصب سكريتير رئاسة الجمهورية في العراق وكان يرافق صدام دوما طوال الحرب، فقد قال في مذكراته أيضا”:”إن صدام حسين سأل عدنان خير الله..قل ماذا نفعل يا عدنان؟ ” وقد جاوبه عدنان خير الله..”سيدي سأجد مكان آخر للهرب والاختباء”، وحينها سأله صدام..”هل في حوزتنا أسلحة وذخائر؟” وأنا جاوبته..”لدينا بندقية واحدة فقط”.. فاستشاط صدام غضبا وقال.. “إذا وجدني الإيرانيون هل تعلمون ماذا سيحصل؟” وكان الجميع منشغلين بتهدئة صدام، وكان صدام ينظر إلى دباباتنا المحترقة ويقول باستمرار..”اللعنة عليهم! لقد ورطونا في الحرب”، ولم يذكر صدام اسم شخص ما ويكتفي باللعن، لكنني كنت أعلم بأنه يقصد الأمريكان وقادة السعودية والكويت، وقضينا عدة ساعات في محاصرة القوات الإيرانية لكننا وجدنا سيارة كانت تحمل الجرحى وقد أنزلناهم من السيارة وركبنا فيها وحينها قال صدام بعد ركوبه في السيارة إن الجرحى سيتم معالجتهم لكننا إذا تم أسرنا فماذا نفعل؟” وفق “فارس”.

المصدر: “فارس”

YouTube
YouTube