الأميرة التي أحرقت نفسها و تنبأت بسقوط الملكية في العراق الصورة تعود للأميرة جليلة ابنة اخر ملوك المملكة الحجازية الهاشمية علي بن الحسين و قد ولدت في مكة المكرمة عام 1922 آي قبل أربع سنوات فقط من سقوط حكم والدها و المملكة الحجازية الهاشمية ككل.عندما ولدت كان الحجاز تحت حكم جدها الشريف حسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى و مؤسس المملكة الحجازية الهاشمية و والد كل من فيصل الاول مؤسس المملكة العراقية الهاشمية و عبد الله الأول مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية و هو الذي سماها “جليلة الشرف” و قد عُرفت اختصارًا بجليلة.بعد سنتين فقط من ميلادها أندلعت الحرب النجدية الحجازية و التي عُرفت بالحرب الهاشمية السعودية بين سلطان نجد عبد العزيز آل سعود و ملك الحجاز الهاشمي الحسين بن علي.و مع اشتداد الحرب و انتصارات آل سعود المتوالية ضد المملكة الحجازية اضطر الملك علي بن الحسين ” الذي خلف والده الشريف بالحكم” أن يرسل زوجته و ابناؤه إلى العراق التي كانت تحت حكم شقيقه فيصل الأول و ذلك حفاظًا على سلامتهم ، خصوصًا أن الملك علي بن الحسين – الذي فضل أن يحارب حتى أخر لحظة- كان يعلم أن مسألة سقوط حكمه و مملكته ما هي إلا مسألة وقت.قضت جليلة طفولتها و شبابها في وطنها الجديد العراق و لم تعد ابدًا للحجاز و التي ضُمت لسلطنة نجد و عُرفت بالسعودية حتى عام 1950 و ذلك لأداء العمرة مع شقيقتها ملكة العراق عالية.كانت الأميرة جليله كثيرة الحركة في طفولتها ، كما دربها والدها الملك علي على الفروسية بنفسه وعلمها صفات المرأة العربية. وعندما كبرت أخذت تنكمش وتنطوي على نفسها وغالبا ً ما تتجنب مقابلة الزوار والأصدقاء ، ولكثرة قراءتها وإطلاعها على القصص البوليسية ، أصبحت تصرفاتها غريبة . ففي بعض الأحيان تتسلل من الشباك مقلدة ما في الروايات والقصص.تزوجت الأميرة جليله عام 1946 من أبن خالها الشريف حازم بن سالم بن عبدالله الذي عاش أكثر حياته في أسطنبول طبيبا ً ممارسا ً وكان يكبرها بنحو ستة عشر عاماً ، وجرى زفافها في احتفال مهيب أذ أقيمت لها مأدبة كبرى في بهو أمانة العاصمة ، وجهت فيها دعوة الى مائة سيدة عراقية وما يقرب من سبعين سيدة أجنبية وكانت تلك الحفلة بأمر من شقيقها الأمير عبدالإله ، كما أقامت الملكة عاليه حفلاً مماثلاً لها في قصر الزهور .وقد تعرض هذا الزواج لأنتقادات شديدة وذلك لفارق السن بينهما وتصور الكثير من الناس بأن عائلتها أجبرتها على هذا الزواج وأستمر زواجها ثمانية أعوام لم تكن فيها الأميرة جليله سعيدة فقد كان زوجها أنانيا ً ولا يحبذ خروجها من المنزل ، وكان شديد الحرص على صحته ، وقد سألها شقيقها الأمير عبد الإله أن كانت ترغب في الأنفصال عن زوجها لكنها رفضت خوفا ً من أن تنشر الصحف خبر طلاقها لأنها تكره البلاغات الرسمية ، لاسيما بعد مرض الملكة عاليه فقد كانت الصحف تنشر يوميا ًاخباراً عن وضعها الصحي .أصيبت الأميرة جليله بعد عودتها من باريس عام 1947 بإلتهاب في الرحم فأجريت لها عملية جراحية منعت فيها من الحمل فبدأت حالتها النفسية والصحية تزداد سوءا ً فأصيبت بلوثة عقلية ، وقد نصح الأطباء ذويها بأن يراقبوا سلوكها وتحركاتها خشية عليها من الأنتحار أو قتل غيرها لهذا أحتاطوا للأمر ووضعوا قضباناً حديدية على شبابيك حجرتها وكانت هادئة مستسلمة وعلى ثغرها أبتسامة جامدة.بعد أن أخذت حالة الأميرة جليله تتدهور بشكل خطير وضعت عائلتها أحدى الخادمات لمراقبة تصرفاتها وقد أنهت حياتها عام 1955 بحرق نفسها بمدفأة الحمام وعندما جاء أفراد عائلتها وجدوها تتمشى في الصالة بجسد محترق ماعدا وجهها وقد سألها الأمير عبدالإله لماذا فعلت هذا بنفسك فكانت أجابتها مبهمة بأن أحداً ما قال لها بأن تحرق نفسها، فقد كانت تتخيل اموراً ما فضلاً عما يجتاحها من وساوس في رأسها كما تتصور بأن هناك أصواتاً تناديها من مكان بعيد لم تستطع التخلص منها كما كانت تشعر بأن أنقلابا ً سيقع في العراق وكانت تؤشر بيدها الى جهة الغرب قائلة ” أنهم سيأتون من هناك ليقتلونا كلنا ” .توفيت الأميرة بعد أن نقلت الى المستشفى ، وفي اليوم نفسه أذاعت رئاسة التشريفات الملكية نبأ وفاتها ، وقررت الحكومة أعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام ، وفي صباح اليوم التالي وعلى وفق المنهاج الرسمي الذي أعد لتشييعها تقدمت مجموعة من المشيعين وفي مقدمتهم الملك فيصل الثاني وشقيقها عبدالإله ورئيس الوزراء نوري السعيد وعدد من الوزراء .بعد انتحارها بأقل من ثلاث سنوات تحققت نبوءة الاميرة جليلة اذا سقطت الملكية العراقية و اغتيل ابن اختها الملك فيصل و عائلته في مدْبحة بشعة عُرفت بمدْبحة قصر الرحاب عام 1958
نحن معكم على مدار الوقت
زيارة وارث مكتوبة.. زيارة أبي عبدالله الحسين (ع)
خطبة النبي الأكرم (ص) في يوم الغدير كاملة مكتوبة
في اليوم العالمي للحمير.. العالم يحتفل بالحيوان الأكثر خدمة للبشر