مايو 16, 2024

رساله الحريه والكرامه والعداله في زمن العبوديه

وعن جرائم البعث لا تتكلموا إن الكلام محرّم

يرى د.عبد الخالق حسين أن الأصوات المطالبة بعدم ذكر جرائم البعث بل التركيز على الحاضر ومشاكله والتطلع إلى المستقبل ، كلمة حق يراد به باطل، مبينا أن الكلام عن جرائم البعث أضحى محرما سواء كان البعثيون في السلطة أو خارجها.الملاحظ أن أغلب هؤلاء الوعاظ هم من خلفية بعثية، ففي عهد حكمهم الجائر دمروا البلاد والعباد، قاموا بأسوأ الأعمال الأخلاقية التي يندى لها الجبين مثل التجسس على أبناء جلدتهم، وحتى على ذويهم، وأصدقائهم، فالبعث حاول أن يجعل كل عراقي جاسوساً على الكل، بحيث صار كل عراقي يشك حتى بأقرب الناس إليه من ذويه وأصدقائه. وللأسف الشديد، نجح البعث مع قسم كبير من الناس في إسقاطهم بمستنقع الرذيلة، إذ عمل على تدمير العقل والأخلاق، وتفشي الجريمة، وتفتيت النسيج الاجتماعي. فقد شاهد العالم قيام رئيس جمهورية الخوف بمنح أعلى وسام في الدولة لرجل قتل ابنه، وادعى الأب أن قتله لابنه كان لهروبه من الجيش خلال حرب القادسية المشؤومة، والحقيقة لم تكن كذلك، إذ كان سبب القتل هو جريمة أخلاقية، أراد الأب به غسل العار، واختلق تهمة فرار الابن من الجيش للستر والتخلص من العقاب. فانتهز النظام الفرصة وحوَّل الجريمة إلى عمل وطني شريف ودعاية لحربه المشؤومة. وبهذه الحيلة، لم يتخلص الأب القاتل من السجن فحسب، بل ومُنِح وسام الرافدين أمام وسائل الإعلام ليكون مثالاً لأخلاق بعثية يقتدي به المجتمع العراقي، وهكذا تم تمجيد الجريمة وفق مفهوم البعث للأخلاق والجريمة.”البعثيون متلونون”والمؤسف أن البعض مازال يعتقد أننا إذا ما أشرنا إلى دور البعثيين في الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا اليوم، قالوا إننا نبالغ ونعطي البعثيين دوراً أكبر من حجمهم، مدعين، أو معتقدين بسذاجة، أن البعث قد قبر وولى!. فمعظم العصابات الإرهابية هي تابعة لفلول البعث وتحت أسماء إسلامية. وهذه حقيقة غفل عنها كثيرون من أصحاب النوايا الحميدة. فالبعثيون معروفون بقدراتهم على التلون وارتكاب الجرائم وراء مختلف الواجهات وحسب متطلبات المرحلة. وقد ذكرنا في مقال سابق عن دورهم أيام ثورة 14 تموز، وكيف كانوا يلبسون ملابس المقاومة الشعبية، ويضعون شارات حمامة السلام على صدورهم للإيحاء بأنهم شيوعيون، ويندسون في المظاهرات، ويطلقون هتافات مسيئة للأعراف والمعتقدات الدينية، وحتى قاموا مرة بتمزيق القرآن ليتهموا الشيوعيين والإساءة لسمعتهم وسمعة الحكومة آنذاك. ونعرفهم كيف تحالفوا مع الكورد ونكثوا بهم، ومع الشيوعيين وانقلبوا عليهم، و أرسلوا وفداً من رجال الدين في السبعينات للتفاوض مع الأكراد، محملين بحقائب مفخخة لاغتيال الملا مصطفى البرازاني، وقد أودى الحادث بحياة هؤلاء، وسلم منها البرازني بأعجوبة. فحزب هذا تاريخه الأسود، ما الذي يمنعه من لبس ثياب الدين والتظاهر بتنظيمات إسلامية، وبأسماء دينية، ونشر صور الزعماء الإيرانيين الدينيين، والتحالف مع القاعدة، ومشايخ الوهابية لارتكاب أبشع حرب قذرة ضد الشعب العراقي بذريعة مقاومة الاحتلال؟ نقول هذا لا من باب التكهن والتخمين، بل هناك معلومات مؤكدة من جهات ذات إطلاع عن قرب، أن معظم قادة هذه التنظيمات “الإسلامية” كانوا ومازالوا قياديين في حزب البعث وتنظيمات بعثية مثل: فدائيي صدام، وأصدقاء صدام…الخ.أعداء أم معارضة؟

أجل، يطالبنا هؤلاء بأن ننسى جرائم البعث، ويتهمون كل من يذكِّر شعبنا بجرائهم بأنه مهووس بالبعث، واتهامه بالطائفية والعنصرية. تصوروا ويا للسخرية، يتهم هؤلاء خصوم البعث بالطائفية والعنصرية، البعث الذي قام بتهجير نحو مليون عراقي لأسباب طائفية وعنصرية بتهمة التبعية الإيرانية، وارتكب جرائم الأنفال وحلبجة ضد الأكراد لأسباب عنصرية، ودمر الأخلاق، وأعاد المجتمع إلى عصر الجاهلية والقبلية.ولم تتوقف جرائم البعثيين على إبادة البشر ونشر المقابر الجماعية في العراق، بل ومن حقدهم الشديد على العراق ارتكبوا أبشع جريمة بحق البيئة والاقتصاد، فالعراق الذي كان يسمى ببلاد السواد لكثافة مزارع النخيل فيه، أحالوه إلى خرائب وأرض محروقة.نرجو من القراء الكرام الضغط على الرابط ليروا صور الخراب الذي ارتكبه البعث بحق نخيل العراق.مقابر النخيل الجماعية .. بعدسة الفنان احسان الجيزاني،،،وبعد كل هذه الأهوال والبشاعات، يطالبنا هؤلاء بلا حياء، بعدم التطرق إلى جرائم البعث… ويعيدون بتكرار ممل أن البعث قد أنتهى وقبر، ولا يجوز تعليق غسيل الوضع الحالي على شماعة البعث! عجيب أمرهم.لماذا المطالبة بنسيان الماضي؟غني عن القول أن معظم هؤلاء الكتاب الذين يطالبوننا بعدم التطرق إلى جرائم البعث هم من البعثيين السابقين، وبعضهم مازال مرتبطاً بهم ويتعاطف معهم. فخلال 35 سنة من حكمهم الجائر، تفننوا في أساليب التضليل وخدع الناس، وعرفوا كيف يقسموا الأدوار كل حسب اختصاصه، فتراهم يعملون الآن على عدة جبهات وبمختلف الواجهات والألوان، فريق لبس ثوب العفة والوقار ليقوم بدور الواعظ العقلاني، ينصح بنسيان الماضي وترك البعث المقبور. مخطئ من ظن يوماً أن للبعث دين.وفريق آخر يقوم بصنع الإشاعات المغرضة ضد عراق ما بعد صدام، ويبالغ في حجم الفساد والتبذير في الأموال، وشظف العيش، وفريق ثالث لم يتردد حتى بالتظاهر بعدائه للبعث ولصدام من أجل أن يضفي المصداقية على أقواله ويكسب ثقة القارئ، وآخرون يقومون بالإرهاب وحرب الإبادة، ليقوم إعلامهم بتبرئة الإرهابيين من الجرائم وإلقائها على الحكومة (ابحثوا عن القتلة في معطف الحكومة!!)، وفريق خامس يشاركون في الحكومة والبرلمان يطالبون بإصدار قانون العفو العام عن الإرهابيين… وهكذا تتنوع أساليب البعث وحسب متطلبات المرحلة والأدوار.

YouTube
YouTube